في حادثة غريبة من نوعها، أُلقي القبض على رجل في فرنسا بعد أن تورط في سرقة 200 لوح شوكولاتة من أحد المتاجر. هذه السرقة لم تكن بدافع الحاجة المادية أو التربح، بل نتيجة لسبب غير مألوف، إذ برر الرجل فعلته بأنه لم يستطع مقاومة حبه الكبير للشوكولاتة.
وقع الحادث في أحد المتاجر الكبرى، حيث لاحظ موظفو الأمن اختفاء كميات كبيرة من ألواح الشوكولاتة من الرفوف على نحو غير معتاد. بعد مراجعة كاميرات المراقبة، تبيّن أن رجلًا كان يتنقل بين الرفوف بهدوء ويخفي قطع الشوكولاتة في حقيبة ظهره.
عندما تم القبض عليه وهو في طريقه للخروج، عثروا على 200 لوح شوكولاتة متنوعة داخل الحقيبة. وعند استجوابه، أظهر الرجل نوعًا من الأسى، موضحًا أن حبه للشوكولاتة هو ما دفعه إلى ارتكاب السرقة، وأنه لم يكن ينوي إيذاء أحد أو التربح من هذه الألواح.
يشير علماء النفس إلى أن مثل هذه الحوادث قد ترتبط أحيانًا بـاضطراب يعرف بهوس الطعام، وهو حالة تجعل الشخص يشعر برغبة شديدة في تناول نوع معين من الطعام. وفي بعض الحالات، قد تكون هذه الرغبة مدمرة إلى درجة تدفع الشخص لارتكاب أفعال غير قانونية.
كما أن حالات السرقة بدوافع غير مادية قد تكون مؤشرًا على اضطرابات نفسية مثل إدمان الطعام أو الشعور بعدم السيطرة على الذات، وهو ما يمكن أن يفسر لماذا لم يتمكن هذا الرجل من كبح رغبته في أخذ الشوكولاتة بهذه الكمية الهائلة.
عند عرض القضية أمام القضاء، حاول محامي الدفاع تقديم الحادثة على أنها فعل غير مدروس ناتج عن اضطراب نفسي عابر، مؤكدًا أن موكله لم يرتكب الجريمة بنيّة مسبقة. في حين أكدت السلطات أهمية احترام القوانين حتى في ظل وجود دوافع شخصية.
المجتمع الفرنسي تفاعل مع الحادثة بشكل ساخر في البداية، إذ انتشرت النكات على مواقع التواصل الاجتماعي عن "عشاق الشوكولاتة" الذين قد يكونون عرضة للمخالفات القانونية. لكن الحادثة أثارت أيضًا تساؤلات أعمق حول مدى تأثير الهوس بالطعام على سلوك الأفراد.
بالرغم من أن هذه الواقعة قد تبدو طريفة للوهلة الأولى، إلا أنها تطرح قضايا جوهرية حول السيطرة على الرغبات الفردية وأهمية التعامل مع الاضطرابات النفسية قبل أن تتفاقم لتصل إلى ارتكاب أفعال مخالفة للقانون. وبين حب الشوكولاتة والقانون، يبقى الدرس الأهم أن المسؤولية تجاه أفعالنا لا تُعفى مهما كانت دوافعنا شخصية أو عاطفية.
